في خطوة تعكس العلاقات الثنائية المميزة بين المغرب والإمارات، سيتم إطلاق اسم "الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان" على أحد شوارع العاصمة الرباط.
فقد صادق مجلس مقاطعة السويسي بالرباط بالإجماع على تغيير اسم أحد الشوارع، وإطلاق اسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عليه، وهذه الخُطوة هي واحدة من التجليات الكثيرة لعُمق العلاقات الأخوية بين البلدين، والتي توجتها الخُطوة الإماراتية المُتمثلة في فتح قُنصلية في مدينة العيون في الصحراء المغربية.
وكانت بداية العلاقات الإماراتية المغربية، في عهد الوالدين الراحلين، الملك الحسن الثاني، والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مُنذ أن تأسست دولة الإمارات عام 1971، وكان المغرب بقيادة الراحل الحسن الثاني آنذاك، أول الداعمين.
ومنذ ذلك التاريخ، عرفت العلاقات بين البلدين نوعاً من الخُصوصية والتماسك الممزوج بالقوة والاستمرارية، تحت رعاية رشيدة للأبناء، العاهل المغربي الملك محمد السادس، ورئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وحرص القائدان على تنمية وتعزيز علاقات البلدين الشقيقين، على مختلف الأصعدة، من خلال زيارات مُتبادلة، سواء الرسمي منها أو الشخصي. ناهيك عن اللقاءات والاجتماعات المتتالية لمسؤولي البلدين في مجالات الاقتصاد والسياسة والأمن والعدل والقضاء وغيرها من المجالات الحيوية.
وحرصت قيادتا البلدين على دعم العلاقات وتطويرها لتشهد تطورا متواصلا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية، وسط رغبة مشتركة لتعزيز التعاون الثنائي، والاضطلاع بدور مهم في المحيطين العربي والإسلامي؛ من أجل ترسيخ أسس العمل العربي المشترك.
وأعرب ملك المغرب عن اعتزازه العميق بقرار الإمارات، كأول دولة عربية، تفتح قنصلية عامة بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وأكد أن القرار يجسد موقفها الثابت في الدفاع عن حقوق المغرب المشروعة وقضاياه العادلة، ووقوفها الدائم إلى جانبه في مختلف المحافل الجهوية والدولية.
وقامت الإمارات العربية خلال هذه الفترة بتقديم دعم اقتصادي كبير للمملكة، إذ تربط الدولتان جملة من الاتفاقيات الاقتصادية، كما تحتضن المملكة عدداً من الاستثمارات الإماراتية، فضلا عن المنح والمبادرات التنموية التي تقودها الإمارات في المغرب.
كما شهد التعاون الاقتصادي بين البلدين حراكاً ملحوظاً، فعلى مستوى الاستثمارات الإماراتية في المغرب، فقد بلغت عام 2013 ما قيمته 1.3 مليار دولار، وفي عام 2014، قامت شركة "اتصالات الإمارات"، بشراء 53 في المائة من رأسمال شركة "اتصالات المغرب"، بمبلغ إجمالي يُناهز 4.2 مليار يورو، وللإشارة فإن شركة "اتصالات المغرب" هي أقدم وأكبر شركة اتصالات في المملكة.
كما أن الإمارات العربية المتحدة تحتل المرتبة الأولى في بورصة الدار البيضاء من حيث حجم الاستثمارات، منذ تلك السنة، وساهمت الإمارات بشكل كبير في المنحة الخليجية المقدمة لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة، والبالغة إجمالاً 5 مليارات دولار، في حين كانت المساهمة الإماراتية بما يُناهز 1.25 مليار دولار، كما ساهمت الإمارات كذلك بـ 500 مليون يورو في رأسمال صندوق وصال للتنمية السياحية البالغ ملياري يورو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق