الأحد، 6 نوفمبر 2022

الذكري الـ 46 للمسيرة الخضراء ملحمة مخلدة في الذاكرة الحية للمملكة

المسيرة الخضراء
المسيرة الخضراء

 بحلول الذكرى السابعة والأربعين لـ المسيرة الخضراء المظفرة، التي تصادف السادس من نوفمبر من كل سنة، يخلد الشعب المغربي من طنجة إلى الكويرة، بأسمى مظاهر الفخر والاعتزاز، هذه الملحمة الساطعة في مسار الكفاح الوطني من أجل استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة.



ويشكل تخليد هذا الحدث النوعي لحظة قوية لاستحضار الأمجاد التي طبعت هذه المحطة التاريخية، التي لم يسبق لها مثيل عبر العالم، والتي تظل منقوشة بمداد من ذهب في الذاكرة الحية للمغرب، الذي يواصل مسيرته المباركة نحو مدارج التقدم والرخاء تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.



كما تجسد المسيرة الخضراء، التي أبدعتها عبقرية جلالة المغفور له الحسن الثاني، وانطلقت فيه جماهير المتطوعين من كل شرائح المجتمع المغربي سنة 1975 صوب الأقاليم الجنوبية لتحريرها من براثن الاستعمار الإسباني، أروع صور التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي، من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية المقدسة.



وقد أظهر هذا الأسلوب الحضاري السلمي الفريد من نوعه، للعالم أجمع، صمود المغاربة وإرادتهم الراسخة لاسترجاع حقهم المسلوب، وعزمهم على إنهاء الوجود الأجنبي والاستيطان الاستعماري، حيث حققت المسيرة الخضراء المظفرة أهدافها، وحطمت الحدود المصطنعة بين أبناء الوطن الواحد، مستندة إلى كتاب الله، والدفاع عن حمى الوطن وحياضه، والتمسك بالفضيلة وبقيم السلم والسلام في استرداد الحق المسلوب والذود عنه.



وهكذا، وأمام الحشود الغفيرة المسلحة بالمصحف الكريم والعلم الوطني، لم تمتلك سلطات الاحتلال الإسباني إلا الرضوخ لإرادة الملك والشعب في استكمال وحدة الوطن، لتصبح بذلك هذه المسيرة حدثا تاريخيا شد أنظار العالم وخلف أصداء كبيرة، وعكس عزم وإرادة وإيمان المغاربة وتعبئتهم التامة والشاملة من أجل استرجاع الأراضي المستلبة.



وقد شارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في المسيرة الخضراء، سنة 1975، لم يكن عمره يتجاوز 14 سنة حيث كان ولي للعهد حيث كان يتابع دراسة في المملكة المغربية، وبعد ان انهى وقتها مرحلة الدراسة في مدينتي العين وأبو ظبي تزامن وجود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في المغرب مع انطلاق المسيرة الخضراء.



واعتبر وقتها ممثلا لوالده الشيخ زايد، بحكم أن عددا من الدول العربية أرسلت من يمثلها في المسيرة الخضراء، من سفراء ودبلوماسيين وقناصلة وسياسيين أيضا، لكن الشيخ زايد كان الوحيد الذي أرسل ابنه ممثلا له ولبلده في المسيرة الخضراء، وهو ما اعتبر وقتها دليلا على عمق الصداقة التي كانت تجمع الملك الحسن الثاني والشيخ زايد، وطبعا، شكلت مشاركة محمد بن زايـد فـي المسيرة الخـضـراء، حـدثـا اسـتـحـق اهتمام الصحافة الدولية، حيث كتبت عنه وكالة الأنباء السويسرية، واهـتـمـت بـوجـود الابن الثالث لمؤسس دولة الإمارات بين المشاركين، وهو ما لعب دورا كبيرا في الترويج للمسيرة الخضراء ومدى دقة تنظيمها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق