أبوظبي تدشن مشاريع تمد جسوراً سياحية وثقافية للعالم

أبوظبي

 تستعد أبوظبي، خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، بدءاً من العام الجاري وحتى عام 2025، لافتتاح مشاريع عالمية ثقافية وسياحية وفنية ستُحدث نقلة نوعية في المنتج السياحي والثقافي المقدم للسياح والزوار من مختلف دول العالم.

وتعكف العاصمة في الوقت الراهن على تطوير أيقونات ومعالم ثقافية وسياحية فريدة في نوعها وتصميمها، وذلك على جزيرتي "ياس" و"السعديات"، منها متاحف وطنية وعالمية متميزة، متخصصة في التاريخ الوطني والتاريخ الطبيعي والفنون الرقمية وعالم البحار والمحيطات والتعايش والتسامح الثقافي بين شعوب العالم، لتكمل المشاريع والمرافق الحالية التي تتميز بها الإمارة، منها متحف اللوفر أبوظبي.

ومن أهم المشاريع التي تم الإعلان رسمياً عن إطلاقها، وهي قيد الإنشاء في الوقت الراهن، متحف التاريخ الطبيعي -أبوظبي، الذي يُعد الأكبر من نوعه في المنطقة، ويمنح من موقعه بمنطقة السعديات الثقافية، الزوار فرصة استكشاف رحلة عبر الزمن تمتد إلى ما قبل 14 مليار سنة من التاريخ، وذلك من خلال تسليط الضوء على نشوء الكون وتوفير لمحة عن الآفاق المستقبلية لكوكب الأرض. كما سيمثّل المتحف، المقرر اكتمال أعماله الإنشائية عام 2025، مؤسسةً للتعليم والأبحاث العلمية ومصدراً معرفياً حول قصة تطور كوكب الأرض، وسيشجع الزوار من مختلف الفئات العمرية على اكتساب اهتمام وشغف كبيرين بالتعرف على العالم الطبيعي.

ويقدم مشروع إنشاء "تيم لاب فينومينا أبوظبي" الذي يجري تطويره في منطقة السعديات الثقافية، تجارب تفاعلية من عالم الفنون الرقمية لإثراء المشهد الفني في منطقة السعديات الثقافية. وتم تصميم هذه المنصة الإبداعية الجديدة على مساحة إجمالية تصل إلى 17 ألف متر مربع لتصبح جناحاً ثقافياً يحوي تجارب أوسع من الابتكار والإبداع، في مساحة تُحفز الإلهام الفني عند التقاء الفنون والتكنولوجيا، مما يثير الفضول والخيال والإبداع لدى جميع زواره، بمنشآت فنية فريدة تعرض أعمالاً فنية رقمية متميزة بأساليب تقنية فائقة الدقة.

وأبرمت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي شراكة مع شركة "ميرال" لتطوير مفهوم التجربة والهندسة المعمارية والمرافق، جنباً إلى جنب مع الشريك الإبداعي الشهير عالمياً "تيم لاب"، المجموعة الفنية متعددة التخصصات التي تتخذ من العاصمة اليابانية طوكيو مقراً لها، والمعروفة برؤيتها الفنية الفريدة. ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من بناء المشروع الفني المتميز بحلول عام 2024.

وتعزيزاً لمكانة أبوظبي بصفتها مركزاً ثقافياً رائداً، سيتمركز "تيم لاب فينومينا أبوظبي" إلى جانب متحفي اللوفر أبوظبي وجوجنهايم أبوظبي وغيرهما من المعالم الفنية والثقافية الرئيسية ضمن منطقة السعديات الثقافية، حيث سيمثّل هذا المشروع، بتصميمه الهيكلي الفني وعمارته الأيقونية، جسر تواصل بين التاريخ والثقافة والإبداع، ليأخذ الزوار في رحلة من التجارب الفنية الإبداعية الفريدة.

متحف جوجنهايم أبوظبي

أما متحف جوجنهايم أبوظبي، فكانت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي أعلنت في عام 2021، عن مواصلة العمل رسمياً في مشروع متحف جوجنهايم أبوظبي لاستكماله خلال عام 2025، الذي سيشكل عند افتتاحه أحد المنجزات الرئيسة في المشهد الثقافي والفني والإبداعي في إمارة أبوظبي، والإضافة الأحدث ضمن مجموعة المتاحف الدولية التابعة لمؤسسة سولومون آر جوجنهايم.

ويعتبر "جوجنهايم أبوظبي" المتحف الأبرز في المنطقة للأعمال والبرامج الفنية والثقافية العالمية الحديثة والمعاصرة، الذي سيعمل على تعزيز التبادل والتعايش الثقافي بين مختلف شعوب العالم، واستكشاف تاريخ الفن من منظور أوسع. وسيسهم المتحف، بما يزخر به من أعمال فنية متعددة الثقافات تركز على منطقة غرب وجنوب آسيا وشمال أفريقيا، في تحقيق فهم أعمق لتفاعل الرؤى الفنية المختلفة، ودورها في رسم ملامح الثقافات والتجارب التاريخية المترابطة في العصر الحالي، كما سيمثل المتحف منصة فريدة لإبداع الأعمال الفنية الجديدة والمبتكرة والوصول إلى جماهير جديدة، وذلك من خلال مشاركة نخبة من الفنانين والخبراء من دولة الإمارات والمنطقة لإثراء المجموعة المتنوعة من الأعمال والبرامج الفنية والثقافية التي يحتضنها. 

متحف زايد الوطني

يروي متحف زايد الوطني سيرة ومسيرة الأب المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مسلطاً الضوء على تاريخ الإمارات والمنطقة وعلاقاتها الثقافية مع البلدان في جميع أنحاء العالم، ويجسد المتحف رؤية وقيم الشيخ زايد، ويعرض تاريخ الإمارات العريق منذ أقدم المستوطنات البشرية وقصة قيام الاتحاد، بالاعتماد على الدلائل المكتشفة في مجموعة واسعة من المواقع الأثرية القديمة، فضلاً عن الوثائق التاريخية الأصيلة التي ترسم صورة جديدة لماضي المنطقة وعلاقتها بالحضارات العالمية. 

ويعد متحف زايد الوطني تكريماً لشخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والقيم التي عمل على ترسيخها في حياته، والتي تشمل إيمانه بالتعليم واهتمامه بالمحافظة على البيئة وتوثيق التاريخ والتراث ودعم الثقافة، وكل ذلك مدفوع بالعمل الإنساني والخيري. 

سي وورلد أبوظبي

تُعد "سي وورلد أبوظبي"، وجهة سياحية فريدة من نوعها ستفتح أبوابها بأبوظبي في جزيرة ياس العام الجاري، لتسرد لزوارها عند افتتاحها قصصاً متنوعة للحياة البحرية والمحيطات على مساحة إجمالية تصل إلى 183 ألف متر مربع تتوزع على خمسة طوابق، لتشكل إضافة متميزة إلى الوجهات والتجارب الفريدة على أرض الجزيرة، ويضم المشروع الحوض المائي الأضخم والأكثر تنوعاً في المنطقة، والذي من المتوقع أن يحتضن 58 مليون لتر من الماء وأكثر من 150 نوعاً مختلفاً من الكائنات الحية المائية، بما في ذلك أسماك القرش، وأسراب الأسماك، وأسماك مانتا راي، والسلاحف البحرية، والزواحف، والبرمائيات، والرخويات، إضافة إلى مئات من أنواع الطيور منها طيور البطريق والبفن والمور والفلامنجو وغيرها.

ويتضمن المشروع مركز البحوث وحماية الحياة البحرية، وهو أول مركز متخصص بأبحاث وعمليات إنقاذ وإعادة تأهيل وإطلاق الحياة البحرية إلى بيئتها الطبيعية في المنطقة. سيعمل المركز كمرفق متقدم لعلوم الحياة البحرية، ومساهم رئيسي في جهود الحفاظ عليها في المنطقة وخارجها، إضافة إلى تعزيز دور الجمهور للحفاظ على البيئة البحرية، من خلال تنظيم المبادرات والبرامج التعليمية.