العاهل المغربي الملك محمد السادس |
كعادته، وفي صورة تنم عن تواضعه ونبل أخلاقه، انحنى الملك محمد السادس حفظه الله، لتقبيل جبين أحد الضحايا فوق سرير المرض في صورة ستبقى خالدة في الأذهان، قُبلة بمثابة شُحنة جديدة لمواصلة بناء مغرب الغد مغرب التحدي والصمود.
” قُبلة الجبين” هاته، الذي ستبقى خالدة بحمولتها ودلالتها العميقة، تُجسد لتلك العلاقة الأبوية التي تجمع الملك بشعبه في زمن الأزمات، وهي رسالة مباشرة لكافة المشككين وأعداء خصوم الوحدة الترابية الذين يعملون ليل نهار للنيل من استقرار البلاد وزرع الفتنة وخلق نوع من الشرخ بين كافة مكوناته، وهي رسالة أيضا لكل مسؤول بمختلف المواقع والمناصب أن يحدو حدو دلالاتها وأهدافها، وأن يترجل عن صهوة حصانه، وينزل على قدميه ليتقاسم الهموم والمشاكل مع رعايا صاحب القُبلة الخالدة.
كعادته دائما، ومن خلال قُربه من نبض الشارع المغربي والاستجابة لمطالبه وهمومه، استبق الملك محمد السادس حفظه الله، الزمن لإعطاء تعليماته النيرة لتخفيف الآلام والأحزان عن ضحايا فاجعة زلزال إقليم الحوز، ماسحا دموعهم ومُنصتا لمطالبهم ومُقبِّلا جبينهم….
في عز الألم، وتوالي الاهتزازات الأرضية، لم يقف الملك محمد السادس مكتوف اليدين، بل انتقل على الفور إلى قلب الفاجعة، ليلقي نظرة على نزلاء المركز الاستشفائي الجامعي “محمد السادس” بمراكش العائدين من شبح الموت، قاسمهم دماءه الغالية بعد أن مدّ ساعده للتبرع بالدم في رسالة قوية بأن دماء شهداء وجرحى الفاجعة هي دماء غالية تتطلب التضحية وروح التضامن والتآزر.
كعادته، خرج الملك محمد السادس فور الإعلان عن فاجعة زلزال إقليم الحوز، ليشكل خلية أزمة ويعطي تعليماته الصارمة للتدخل الفوري من أجل العمل على إنقاذ البلاد والعباد من تداعيات هذه الفاجعة ذات الطابع الفجائي، التي أبانت المملكة من خلالها بأن دولة ذات سيادة قادرة على تخطي هذه المحنة بمعية تضامن أشقائها وصلابة وصمود شعبها الذي أبهر العالم بقوافله التضامنية ودماء شرايينه المنهمرة.
زلزال إقليم الحوز وما خلفه من دمار وخراب وتهجير للأهالي، حاول المغرب التعامل مع تداعياته بنوع من الحزم والثقة في النفسعبر تسخير كافة امكانياته البشرية والمادية واللوجيستيكية، وقد أبانت الدولة المغربية عن قوتها ومتانتها وتلاحم كافة مكوناتها في مواجهة الأزمات، وكان لنا في أزمة كورونا أيضا القول والفصل…. حينها تجند الملك شخصيا لوضع خطة استباقية عبر تنزيل حزمة من التدابير والاحترازات التي جنبت البلاد حينها ويلات الفيروس بعد أن عصف بأرواح العديد من مواطني أعظم وأقوى دول العالم، وظلت التجربة المغربية فريدة من نوعها، حتى إنها نالت استحسان العديد من المتتبعين وصناع القرار، وأضحى النموذج المغربي نموذجا يُحتدى به في الانضباط والتقيد بالتدابير التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية.
تعليق