علي راشد النعيمي خلال مشاركته باجتماع لجنة فلسطين في منظمة التعاون الإسلامي |
الإمارات تؤكد رفضها تهجير أهالي غزة وسياسة العقاب الجماعي
أكدت دولة الإمارات ضرورة وقف التصعيد في قطاع غزة والحفاظ على أرواح المدنيين ورفض سياسة العقاب الجماعي ورفض تهجير السكان الفلسطينيين سواء داخل أراضيهم أو خارجها، مجددةً دعمها القوي والتضامن الثابت مع الشعب الفلسطيني الشقيق وخاصة سكان القطاع الذين يواجهون وضعاً كارثياً ومأساوياً غير مسبوق ويحتاجون إلى الدعم الإغاثي والمساعدة الإنسانية، مشيرةً إلى أن الأوضاع التي يواجهونها تتطلب بذل كافة الجهود المشتركة إقليمياً ودولياً لتمكين الشعب الفلسطيني من التغلب على التحديات والصعاب التي تعترض طريق تحقيقه لحقوقه وتطلعاته المشروعة. وشاركت الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي أمس، برئاسة معالي الدكتور علي راشد النعيمي رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية بالمجلس، في الاجتماع الاستثنائي للجنة فلسطين الدائمة في اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الذي عقد في العاصمة الإيرانية طهران. وضم وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية المشارك في الاجتماع كلاً من مروان عبيد المهيري، وأحمد مير هاشم خوري عضوي المجلس.
وقال معالي الدكتور علي النعيمي في كلمة الشعبة البرلمانية: إن «الاجتماع هذا يأتي في لحظة تاريخية تتطلع فيها الشعوب العربية والإسلامية على حد سواء لاجتماعِنا الطارئ، لعلَّنا نخرج بموقف موحد حيال مجمل الأوضاع الخطيرة التي تعيشها القضية الفلسطينية، وبهذا الصدد فإننا نعيد التأكيد على الدعم القوي والتضامن الثابت من دولة الإمارات مع الشعب الفلسطيني الشقيق في هذه اللحظات الصعبة، وخاصة للسكان في قطاع غزة الذين يواجهون وضعاً كارثياً ومأساوياً غير مسبوق، ويحتاجون للدعم الإغاثي والمساعدة الإنسانية من الجميع».
وأكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة لم تأل جهداً في تقديم الدعم والمساندة إلى الشعب الفلسطيني الشقيق، مشيراً إلى أن «الإمارات من أوائل الدول التي سيرت جسراً جوياً لإيصال المساعدات الإنسانية والطبية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، حيث أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، مبادرة عملية (الفارس الشهم3)، وهي عملية متكاملة لإغاثة أهلنا في غزة، وتواصل نقل المساعدات الإنسانية لإغاثة الأشقاء في قطاع غزة، حيث وصل عدد طائرات الشحن حتى الآن إلى 138 طائرة، بالإضافة إلى سفينتي شحن، و159 شاحنة نقل بري تحمل أكثر من 10 الآف طن من المساعدات الإغاثية».
وأردف: «كما أطلقت دولة الإمارات حملة تراحم من أجل غزة، لحشد الدعم الشعبي والإغاثة الإنسانية لدعم المحتاجين من الأسر والأطفال والفئات الضعيفة في قطاع غزة، والتضامن مع المتأثرين من الحرب الدائرة هناك، بالإضافة إلى إنشاء وتشغيل مستشفى ميداني داخل قطاع غزة، وفرق طبية من الأطباء المتطوعين من دولة الإمارات، كما قمنا بنصب وتشغيل 6 محطات تحلية للمياه لتزويد السكان قطاع عزة بمياه الشرب، وهي تضح الآن مليوناً و200 ألف جالون يومياً لتغطية احتياجات نحو 600 ألف نسمة داخل قطاع غزة».
وأشار معالي الدكتور علي النعيمي إلى أن دولة الإمارات تستقبل الجرحى والمرضى من الأطفال ومرضى السرطان للعلاج في مستشفياتها، في إطار مبادرة استقبال ألف طفل فلسطيني بين جريح ومُصاب من قطاع غزة مع ذويهم وألف من مرضى السرطان، كما أعلنت عن تقديم عشرات المنح الجامعية للطلبة الجامعيين من قطاع غزة لاستكمال التعليم الجامعي في جامعة الإمارات، وقامت بترتيب زيارة وفد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي للقيام بجولة في معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة للوقوف على حقيقة الوضع الإنساني ومعاناة الشعب الفلسطيني في غزة.
وأضاف معالي الدكتور علي النعيمي أن «دولة الإمارات سعت وتسعى لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وبذلت الجهود والمساعي في كل الصعد، ومن خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن، وبالتزامن مع المساعي الدبلوماسية والاتصالات الدولية للضغط باتجاه استصدار قرارات أممية لوقف إطلاق النار، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية للقطاع عبر ممرات آمنة ومستدامة وبالكميات الكافية التي يحتاجها السكان في القطاع».
وأشار إلى أن دولة الإمارات تؤكد من خلال مساهمتها وجهودها في المحافل الدولية وفي الاتصالات واللقاءات الدبلوماسية كافة، على أهمية خلق أفق سياسي للحل السلمي للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وضرورة وقف التصعيد، والحفاظ على أرواح المدنيين، ورفض سياسة العقاب الجماعي ورفض تهجير السكان الفلسطينيين سواء داخل أراضيهم أو خارجها.
وقال معالي النعيمي: «وفي مواجهة ما يطرح من مطالبات بشأن التفكير في إعادة إعمار غزة، بعد الدمار الهائل الذي ارتكبته آلة الحرب الإسرائيلية، والذي أدى إلى تسوية الأحياء السكنية بالتراب ودمار المستشفيات والمدارس والبنية التحتية في قطاع غزة، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة لن تكون مستعدة للمساهمة في جهد كهذا إلا إذا اتفقت كل الأطراف المعنية والتزمت بشكل لا لبس فيه بخريطة طريق واضحة وشفافة وملزمة لحل سياسي على أساس حل الدولتين، يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة تعيش بأمن واستقرار وحياه كريمة للشعب الفلسطيني الشقيق إلى جانب دولة إسرائيل».
وأكد أن الأوضاع الصعبة والاستثنائية التي يواجهها الشعب الفلسطيني الشقيق تتطلب منا بذل كافة الجهود المشتركة إقليمياً ودولياً لتمكين الشعب الفلسطيني من التغلب على التحديات والصعاب التي تعترض طريق تحقيقه لحقوقه وتطلعاته الوطنية المشروعة. كما تقدم معالي الدكتور علي النعيمي بالتعزية للجمهورية الإيرانية في ضحايا التفجيرات الإرهابية التي وقعت في مدينة كرمان مؤخراً، مؤكداً على موقف الإمارات الثابت الذي يستنكر مثل هذه الأعمال الإجرامية، ويدين جميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية.
تعليق