أحيدوس أيت عطا صاغرو .. بوابة تراثية تفضي إلى ذاكرة أمازيغية حية

 

احيدوس

أحيدوس أيت عطا صاغرو .. بوابة تراثية تفضي إلى ذاكرة أمازيغية حية

في قلب جبال صاغرو، القلب النابض لأيت عطا حيث تلتقي عراقة الماضي بتحديات الحاضر، تواصل فرقة جمعية أحيدوس أيت عطا نضالها في الحفاظ على فن “أحيدوس”؛ هذا الموروث الثقافي العريق الذي يشكل هوية قبائل أيت عطا وذاكرتها الحية.

على إيقاعات “البندير” والأقدام المتناغمة، يتجلى أحيدوس كلوحة فنية متكاملة تجمع بين الرقص والشعر والموسيقى، في مشهد يعكس عمق وأصالة التراث الأمازيغي بالمنطقة، لكن هذا الفن العريق يواجه اليوم تحديات عديدة، أبرزها غياب الاعتراف الرسمي وعدم توفر بطاقة الفنان لممارسيه

في هذا الإطار، قال محمد أيت با، الملقب بـ”مرجان”، رئيس الفرقة: “نحن نحمل على عاتقنا مسؤولية الحفاظ على تراث أجدادنا، لكننا نواجه صعوبات كبيرة في ظل غياب الدعم الرسمي”، مضيفا: “نطالب وزارة الثقافة بالاعتراف بأحيدوس أيت عطا صاغرو كتراث ثقافي لا مادي، ومنح أعضاء الفرقة بطاقة الفنان التي تضمن حقوقهم وتحفظ كرامتهم”.

من جانبها، قالت فاطمة بعدي، باحثة متخصصة في فلكلور أحيدوس أيت عطا، إن “أحيدوس ليس مجرد رقصة، بل هو هوية وتاريخ قبائل أيت عطا”، مضيفة أن “النساء والرجال يحافظون على هذا التراث ويتم توارثه جيلا بعد جيل”، مشيرة إلى أن النساء يرتدين الزي التقليدي ويؤدين الحركات التي تعلمنها من الأمهات، متمنية أن يحظى هذا الفن بالتقدير والاعتراف اللذين يستحقهما.

أوضحت بعدي، أن “فن أحيدوس أيت عطا صاغرو إكنيون يتميز بخصوصيات فنية فريدة، حيث يصطف المؤدون في شكل نصف دائري، ويتناوبون على أداء حركات متناسقة تعبر عن قصص وحكايات المنطقة. ويرتدي المشاركون أزياء تقليدية تعكس هوية المنطقة؛ فالنساء يتزين باللباس التقليدي المميز، بينما يرتدي الرجال الجلابة والرزة والبلغة التقليدية”.

وأكدت الباحثة ذاتها أن الموسيقى المصاحبة لأحيدوس أيت عطا صاغرو إكنيون “تعتبر عنصرا أساسيا في هذا الفن، حيث يعتمد على إيقاعات البندير وأشعار باللغة الأمازيغية تتغنى بالبطولات والحب والحكمة”، مبرزة أن “كل إيقاع وكل كلمة في أحيدوس لهما معنى عميق يرتبط بتاريخ وثقافة أيت عطا”.

جدير بالذكر أن فرقة جمعية أحيدوس أيت عطا صاغرو إكنيون تسعى إلى نقل هذا التراث إلى الأجيال الجديدة من خلال المشاركة في الحفلات الخاصة والعامة.

وقال محمد أيت با، رئيس الفرقة: “نحن نؤمن بأهمية تعليم شبابنا أصول وقواعد أحيدوس، لكننا نحتاج إلى دعم مؤسساتي يساعدنا في هذه المهمة”.

في ظل هذه التحديات، تبقى فرقة أحيدوس صامدة في وجه رياح التغيير، متمسكة بدورها في حماية وتطوير هذا الفن.

وتتعالى الأصوات المطالبة بضرورة تدخل وزارة الثقافة لحماية هذا التراث اللامادي وضمان حقوق ممارسيه، حتى يستمر نبض أحيدوس في نقل قصص وتراث أيت عطا إلى الأجيال القادمة.

في وقت تنتظر فيه الفرقة حصول أعضائها على بطاقة الفنان التي تخول لهم المشاركة في المهرجانات الوطنية والدولية الكبرى كباقي الفرق الفلكلورية، طالب عدد من أعضاء الفرقة وزارة الثقافة ومجلس جهة درعة-تافيلالت والمجلس الإقليمي والعمالة بالتدخل لتوفير نقل خاص بالفرقة لتسهيل تنقلها من إكنيون إلى المناسبات التي تشارك فيها، خاصة أنها أصبحت تعتبر سفيرة لفلكلور أحيدوس أيت عطا بإقليم تنغير.