الأسد الإفريقي
يأتي تمرين «الأسد الإفريقي 2025»، تنفيذا للتعليمات السامية للملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، في ظل تحولات دولية وإقليمية متسارعة، فضلا عن ريادة المملكة المغربية في محاربة منابع الإرهاب والتطرف، والتصدي للأنشطة الإجرامية لشبكات الاتجار في الممنوعات، وضمان أمن وسلامة البلاد وشعوب المنطقة بشكل عام.
وتعمل القوات المسلحة الملكية باستمرار على تعزيز أنظمة الدفاع، قصد تحقيق هدف تأمين الحدود البرية والبحرية والجوية، وردع كافة التحرشات التي تقوم بها ميليشيات البوليساريو وخرقها للقوانين الدولية، ومحاولاتها اليائسة إشعال فتيل الفتنة بالمنطقة، كما يساهم الجيش المغربي في تعزيز السلم بالبلدان الإفريقية، ويشارك في دعم القضايا والمبادرات الإنسانية.
وأظهرت التدريبات الميدانية والمناورات التي قامت بها القوات المسلحة الملكية، والقوات الأمريكية طيلة أيام «الأسد الإفريقي»، مهارات القتال والتكامل الجوي- الأرضي وإطلاق النار والمناورة، ما يعزز تعميق الشراكة مع القوات المسلحة الملكية، سيما في ظل وجود أكثر من 52 دولة لتشهد ذلك، ضمنها دول بحلف «الناتو».
وتوجد قضية الصحراء المغربية في عمق مناورات «الأسد الإفريقي»، خاصة مع تأكيد دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، على تسريع إيجاد حل نهائي للنزاع المفتعل، على أساس الحكم الذاتي كحل وحيد للقضية التي عمرت لسنوات طويلة من الاستغلال السياسي، ومحاولة جنرالات الجزائر عرقلة كافة الحلول الجدية المطروحة، واحتضانهم ميليشيات البولساريو التي ترعى الإرهاب والتطرف والشبكات الإجرامية، التي تتاجر في الكوكايين والبشر والهجرة السرية والأسلحة.
وتعتبر المملكة المغربية الشريفة من أهم ركائز ضمان السلم الإقليمي والإفريقي والعالمي، حيث تبرز تدخلاتها لتهدئة الأوضاع في كل الأزمات والحروب الأهلية وضمان سيادة الدول، وكان آخر هذه المبادرات استقبال ممثلي دول الساحل والتتبع الدقيق لصراعهم مع الجزائر، ومحاولات الجنرالات بلقنة المنطقة باستغلال الإرهاب والميليشيات المسلحة، ورفض المملكة لأي خروقات أو تجاوزات يمكنها المس بالسلم وأمن شعوب المنطقة.
وشهدت مناورات «الأسد الإفريقي» القيام بأنشطة موازية تدخل في إطار ما هو إنساني واجتماعي، أبرزها إقامة مستشفى عسكري جراحي ميداني على مستوى الجماعة الترابية أنزي بإقليم تيزنيت، وهو الشيء الذي يدخل في صميم مهام القوات المسلحة الملكية وعلاقتها المتينة مع القوات الأمريكية، والمبادرات الإنسانية التي تقوم بها بالدول الإفريقية وباقي دول العالم.
وتواصل المملكة المغربية العمل بتنسيق مع الدول الصديقة والمؤسسات الدولية والشركاء الإفريقيين، من أجل تعزيز السلم والأمن ومعالجة القضايا الاجتماعية والإنسانية، وتطوير الأداء وأنظمة الدفاع، ما يمكن من ردع الإرهاب والتفوق العسكري، وحماية أمن الوطن تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.
تعليق