![]() |
| جني الزيتون |
امطار الخير تُبهج الفلاحين وتعلن انطلاق موسم جني الزيتون بالمغرب
بسرور كبير، استقبل فلاحو أقاليم الشمال ومناطق أخرى في المملكة التساقطات المطرية التي شهدتها البلاد خلال اليومين الأخيرين، معربين عن أملهم في تحقيق انطلاقة جيدة لموسم فلاحي جديد تنسيهم الخيبات المتكررة بسبب توالي سنوات الجفاف.
وتصدرت أقاليم شمال المملكة قائمة المدن من حيث كمية التساقطات المطرية التي عرفتها، بعدما سجلت شفشاون كمية بلغت 40 ملمترا، تليها مدينة طنجة بـ36 ملمترا، ثم طنجة الميناء والفنيدق والعرائش بـ16 ملمترا و12 ملمترا و9 ملتمرات على التوالي.
كما سجلت تازة 24 ملمترا، والقنيطرة 22 ملمترا، وسيدي قاسم 16 ملمترا، وتاونات 14 ملمترا؛ وهي المناطق التي عرفت تساقطات مطرية إلى جانب مدن وأقاليم الشمال، إذ أعلنت رسميا بداية الموسم الفلاحي فيها.
وجاءت الأمطار المسجلة لتعزز الأجواء التي خلقتها التوقعات المبشرة التي خلقتها التغيرات الجوية التي حلت بالبلاد، معلنة دخول موسم الاضطرابات المتفرقة والمحملة بأمطار الخير التي تشرئب لها أعناق الفلاحين المغاربة كل موسم فلاحي جديد.
عبد السلام البياري، رئيس الغرفة الفلاحية لجهة طنجة تطوان الحسيمة، عبّر، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، عن سعادته بالتساقطات التي سجلتها عدد مدن وأقاليم الشمال، مؤكدا أن الأمل في الله كبير بأن يرزقنا الغيث النافع بشكل كاف ومستمر طيلة الموسم الزراعي.
وقال البياري إن الأمطار المسجلة جاءت في وقتها المناسب، معتبرا أنها ستطلق دينامية مهمة في القطاع الفلاحي بالشمال وبشكل خاص على مستوى جني محصول الزيتون الذي كان الفلاحون مترددين في مباشرة العملية قبل التساقطات.
وسجل رئيس الغرفة الفلاحية لجهة طنجة تطوان الحسيمة أن عددا من الزراعات ستستفيد من التساقطات المسجلة، خاصة الفصة والشعير والخرطال الذي يعمد مربو المواشي على زراعتها مبكرا للاعتماد عليها في الرعي وتخفيف كلفة المصاريف والاعتماد على الأعلاف في فصل الشتاء.
كما اعتبر المتحدث عينه أن مناطق حوض اللوكوس ستستفيد بشكل كبير على مستوى زراعة الشمندر السكري، والتي تمثل إحدى الزراعات الرئيسة في المنطقة وتم الانخراط فيها بقوة في أيام الأسبوعين الأخيرين.
وشدد البياري على أن التساقطات المسجلة ستحفز الفلاحين مرة أخرى على الانخراط القوي في إعداد الأرض وتجهيزها استعدادا لبد عملية زراعة الحبوب والمواد العلفية التي تنطلق منتصف شهر نونبر.
من جهته، قال محمد المعزوزي، أحد الفلاحين بإقليم العرائش، إن التساقطات المسجلة جاءت بردا وسلاما على المنطقة، مؤكدا أنها تمثل “إشارة ربانية مشجعة للفلاح، الذي يعاني بسبب توالي سنوات الجفاف”.
وأضاف المعزوزي، في اتصال مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن فلاحي المنطقة استبشروا خيرا، خصوصا الذين نجحوا في زراعة الشمندر السكري، إذ ستبدأ الحركية وينطلق العمل على مجموعة من المستويات.
كما سجل المتحدث ذاته أن التساقطات، التي جاءت هذه السنة مبكرة إلى حد ما، “ستساعد الفلاحين ومربي المواشي على الاقتصاد في الري لزراعة الكلأ والفصة للمواشي، خصوصا أن سكان المنطقة يعتمدون عليها في الكلأ بدلا من المواد العلفية الغالية والمكلفة جدا”.
واعتبر الفلاح ذاته أن المنطقة ستعرف رواجا في الأيام المقبلة بسبب انخراط أبنائها في عملية جني الزيتون، حيث يرتقب أن يستقطب هذا النشاط الموسمي اليد العاملة بالمنطقة، والذي يمكن أن يستمر طيلة الشهرين المقبلين.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق