![]() |
| الاحتفال |
نجاح المغرب يربك المتربصين .. وتنظيم كأس إفريقيا يقهر الأخبار الزائفة
المحاولات اليائسة لتشويه صورة المملكة وتزييف واقع التنظيم المحكم اصطدمت بـ”صخرة” الواقع الميداني التي تنقلها الجماهير الإفريقية والعربية بفخرٍ ومن قلب الميدان، مشيدة بمستوى الوفادة والاحترافية وكرم الضيافة؛ ما تردد في أكثر من تصريح.
وحسب متابعين، فهذا المشهد يضع “الكاف” بصفته الجهاز الوصي على تنظيم التظاهرة القارية ومنح الاعتمادات الإعلامية، أمام مسؤولية تاريخية؛ إذ لم يعد مقبولا “التساهل مع الإعلام” الذي يخلط بين الرياضة والحسابات السياسية الضيقة، مؤكدين أنه “مطالَبٌ اليوم بنهج أقصى درجات الحسم والحزم للضرب على أيدي المضللين، حماية لسمعة الكرة الإفريقية ومنعا لنشر مغالطات تهدف لإفساد التوجه العام المشيد بالإنجازات المغربية.
اعتذار بعدَ زلَل”
تفاعل مغاربةٌ على مواقع التواصل مع تقديم قناة “الحوار التونسية” اعتذارا للمغاربة، بعد مراسلة للصحافي حمزة طياشي من الملعب الأولمبي بالرباط عقب مباراة نسور قرطاج وأوغندا، تضمنت أكاذيب وادعاءات مغلوطة ومضللة، بشأن ظروف المباراة وتغطيتها.
وقال عادل بوهلال، مقدم برنامج “ليالي الكان”، إن المراسل “ارتكب خطأ جسيما بحديثه عن أمور لم تكون موجودة”، بعد بث وصلات تلفزيونية عديدة، في حلقة تشيد بالمغرب وبنيته التحتية وتنظيمه المحكم لكأس إفريقيا للأمم.
وفيما كانت أصوات عديدة تطالب بطرد المراسل المذكور، في غضون أنباء عن استدعائه من إدارة القناة، واصل طياشي ظهوره مجددا على “الحوار”، موجها اعتذاره هو أيضا، واصفا ما جرى بـ”سوء الفهم”.
القناة عادت، لاحقا، لتبثّ مجموعة من المقاطع المصوّرة تبرز البنية التحتية المتقدمة للملاعب المغربية، والتنظيم المحكم الذي يشهده الحدث القاري، في ما بدا أنه محاولة لتصحيح الصورة التي نقلها التقرير الأول.
في الأثناء، توالت مطالب من متابعين ومهنيين في تونس والمغرب تدعو إلى محاسبة المراسل أو سحب اعتماده؛ فيما أكدت مصادر إعلامية داخل القناة استدعاء طياشي للتحقيق. ومع ذلك، عاد المراسل إلى الظهور عبر شاشة “الحوار”، ليقدم بدوره اعتذارا علنيا، مُرجعا ما حدث إلى “سوء فهم” لمجريات المباراة وظروف تغطيتها.
“استثناءٌ يؤكد القاعدة”
محمد العوني، إعلامي رئيس منظمة حريات الإعلام والتعبير “حاتم”، سجل أن “التعاطي مع الانفلاتات الإعلامية التي حاولت استهداف المغرب يجب أن ينطلق من قراءة موضوعية تعتبرها “الاستثناء الذي يؤكد القاعدة”، حيث أكد أن القاعدة العريضة من الإعلاميين الرياضيين والمتخصصين في الشأن الإفريقي والمغاربي أجمعت على الإشادة بجاهزية المملكة وبنيتها التحتية”.
وسجل العوني، أن “هذه الحالات المعزولة (مثل حالة قناة الحوار التونسية) لا ينبغي أن تحجب الحقيقة الميدانية؛ لكنها في المقابل تكشف عن “خصاص بنيوي” في الإعلام المغاربي داخل الدول الخمس.
وحسبه، فهذا “النقص هو ما يفتح الثغرات أمام تحرّك جهات العدائية التاريخية المعروفة التي تسعى إلى توظيف الرياضة في تأجيج الصراعات؛ بينما تكشف التغطيات الصادقة وشهادات الجماهير أن الشعوب المغاربية تعيش اليوم حالة من “الاكتشاف المتبادل” لعمق الروابط التي تجمعها.
وفي هذا الصدد، شدد رئيس منظمة “حاتم” على “مواجهة التضليل بالوعي”، لافنا إلى أن “مواجهة محاولات “خلق الشرخ” و”شق الصفوف” بين الشعوب تتطلب إعلاما مهنيا يركز على المشترك الإنساني والرياضي.
وفي السياق، فـ”دور المؤسسات الوصية حاسمٌ”؛ بما أن الأمر يتعلق بتظاهرة قارية، فإن “الكاف” (الجهاز الوصي على تنظيم التظاهرة) مطالَبٌ بممارسة دوره في الحسم والحزم، ليس فقط لحماية المنجز التنظيمي المغربي؛ بل لضمان عدم انحراف الرسالة الإعلامية عن أهدافها السامية في التقارب الإفريقي والمغاربي.
وختم الإعلامي المغربي مؤكدا إلحاحَ “تحصين المنجز” بأن “النجاح المغربي في “كان المغرب-2025” يمثل فرصة لإعادة بناء إعلام مغاربي يتجاوز الحسابات الضيقة ويواجه المغالطات التي تروج لها جهات تسعى لإفساد مناخ الجاهزية والتميز الذي تبديه المملكة.
رصانة مغربية ضد “انزلاقات شاذة”
أكد محمد التويجر، صحافي رياضي، أنه “لم يُفاجأ بمثل هذه الانزلاقات؛ بالنظر إلى الظرفية التي تمر بها علاقتنا مع جارتَيْنا الجزائر وتونس، وكذا على انتصارات الدبلوماسية المغربية في الأشهر الأخيرة، التي بلغت أوجها باعتماد مجلس الأمن الدولي متم العام الفارط الحكم الذاتي المقترح من طرف المملكة خيارا وحيدا لطي ملف الصحراء المغربية”.
وقال التويجر مصرحا إنه “طبيعي أن ينزل النظام الجزائري بنفوذه وماله لاستمالة، أبواق جزائرية وتونسية تدعي انتماءها إلى أسرة الإعلام لكنها تصرب على ضرب أخلاقياته المؤطرة عرض الحائط، أوكلت لها مهمة التشويش على طموح المغرب المشروع في إنجاح تظاهرة رياضية قارية، شاهدة على احترام المغرب لالتزاماته الدولية، والتطور الذي يسجله في الكثير من المجالات.
“مع ذلك يبقى عدد المتورطين، في حدود ثلاثة أشخاص من البلدين، بدون قيمة مؤثرة، إذا علمنا أن طلبات الاعتماد الصحافي لمتابعة أطوار الكأس القارية، التي يريدها المسؤولون المغاربة بروفة تحضيرية لتظاهرة أكبر وأرقى (كأس العالم) لامس 5500 طلب”، حسب التويجر الذي قدّر أنها “مناورات صبيانية وئدت في مهدها من طرف الأجهزة المغربية المختصة وكذا اللجان المتخصصة بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ولم يكن لها تأثير يذكر على زوار المملكة، المنبهرين بمستوى بنياتنا التحتية وروعة الملاعب الموضوعة رهن إشارة البعثات الرياضية الأربع والعشرين، علما أن الفيديوهات المصورة من لدن إخواننا الجزائريين والتونسيين الذين يتجولون بكل حرية وبدون مضايقات بشوارع العاصمة الرباط وباقي المدن المغربية ويلوقون الترحيب أينما حلوا وارتحلوا فتحت عيون مواطني البلدين الذين مورست عليهم مختلف المضايقات للحيلولة دون انتقالهم إلى المملكة على زيف الادعاءات المغرضة”.
ولفت الصحافي الرياضي إلى أن المتورطين وُوجهوا بالإجراءات القانونية المتبعة في مثل هذه التظاهرات، المتراوحة بين الترحيل والإنذار، والاحتفالية مستمرة في المدن الست المحتضنة لفعاليات “الكان”، والأمل في أن يعود نظام قصر المرادية وتابعه التونسي إلى جادة الرشد والصواب، لأن عوامل عديدة تفرض علينا الوحدة، بالنظر إلى قواسم الانتماء المتعددة التي تجمعنا، لغاية استشراف مستقبل زاهر يعود بالنفع على أبناء المنطقة المغاربية بالنفع، بدل الاستمرار في زرع بذور الفتنة والتفرقة والتيئيس”.
وختم التويجر بإجمال: “الاستثناء شاذ بطبعه، ولن يصنع الفارق، خصوصا إذا جُوبه بالحكمة والرصانة والتعقل، وهذا هو الأهم: الحب والتقدير اللذان ما فتئ الشعب المغربي يوزعهما على أبناء الدول الجارة بدون استثناء”، مستغربا أن “محرّكي التضليل الإعلامي نسُوا (ربما) أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم هي المشرف الأساسي على تنظيم “الكان” من ألفه إلى يائه، ليبقى المغرب مجرد مضيف فاتحا ذراعيه لكل أبناء القارة”، متوقعا “ألاّ تتساهل ‘كاف’ مع كل من سولت له نفسه تعكير الأجواء الاحتفالية التي تعيشها “الماما إفريكا” طيلة شهر”.

تعليق