صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد وجلالة الملك محمد السادس |
بعد أن أصبح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيسا لدولة الإمارات العربية المتحدة، عادت الصحافة الدولية لتبحث من جديد في أقوى ذكريات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد وعلاقته بالمغرب، خصوصا وأن المحللين الدوليين وكبريات الصحف الدولية، تحدثوا عن تقارب كبير في الرؤى والمواقف بين الملك محمد السادس ومحمد بن زايد، منذ أن كان الأخير وليا للعهد.
الجذور التاريخية والذكريات المشتركة لعبت دورا كبيرا في صناعة المواقف السياسية والاتفاقيات الثنائية بين المغرب والإمارات خلال السنوات الأخيرة، وهو ما أعاد أمجاد التقارب بين البلدين في أيام الملك الراحل الحسن الثاني.
وفي موسم سنة 1975 و 1976، كان محمد بن زايد يقضي فترة دراسته بالمغرب، وكان يروج ان الأمر يتعلق بتشديد ابوي صارم من الشيخ زايد اثناء إعداده لابنه محمد، ثالث أبنائه وقتها.
عندما عين محمد بن زايد سنة 2004 وليا للعهد لامارة ابو ظبي، عادت الصحافة الدولية، لتقليب ذكريات محمد بن زايد في المغرب، وجاء وقتها حسب الصحيفة، أن محمد بن زايد كان عمره 14 سنة عندما ارسله والده الشيخ زايد رئيس دولة الإمارات، إلى المغرب لكي يكون بعيدا عن محيطه الأسري ومعارف والده من وزراء الدولة والمسؤولين الكبار، وكان بينهم مغاربة.
سبب هذا الإبعاد، رغبة الشيخ زايد في أن يحظى ابنه بمعاملة متساوية مع بقية التلاميذ الذين تقرر أن يدرس معهم بعد حصوله على الشهادة الابتدائية في أبو ظبي ومدينة العين. وكان الشيخ زايد يريد أن يربي ابنه تربية عصرية لكنها لا تخرج عن «عادات» أهل البدو الذين كانوا يرسلون ابناءهم بعيدا لكي يدرسوا ويتمتعوا بشخصية مستقلة وقوية، ويتحملوا المسؤولية في سنوات مبكرة من حياتهم. وكانت تلك فعلا رغبة الشيخ زايد عندما فاتح الملك الراحل الحسن الثاني في الموضوع، إذ رغم حفاوة الاستقبال الذي أقيم لمحمد بن زايد، إلا أن والده رئيس الإمارات طلب من الملك الراحل الحسن الثاني الا يحظى ابنه باية معاملة تفضيلية .
مرحلة الدراسة في المغرب لعبت دورا كبيرا في صقل شخصية محمد بن زايد وجعلته يصمد أثناء التكوين العسكري الصارم في لندن، وفوق كل هذا، كان قد راكم صداقة متينة جدا مع الملك محمد السادس عندما كان الاثنان يلتقيان بإشراف من والديهما الملك الحسن الثاني والشيخ زايد، خصوصا وانهما أصبحا خلال فترة إقامة ابن زايد بالمغرب، زميلي تجربة الدراسة في أجواء مشابهة كان عنوانها الصرامة وتعليمات الأبوين لكي لا يحظيا بأي تعامل تفضيلي.
اليوم لا يمكن الحديث عن علاقة الملك الراحل الحسن الثاني بالشيخ زايد، أو علاقة الملك محمد السادس بمحمد بن زايد، دون إثارة سيرة رجال لعبوا دورا كبيرا في إرساء دعائم العلاقة الأخوية بين البلدين، والتي وصلت إلى قمتها في عز الأزمات التي عصفت بانظمة عربية وإسلامية أو اثرت بشكل سلبي علی أخرى.
تعليق