المغرب - مجموعة بريكس |
تجد مجموعة “بريكس” في دول شمال إفريقيا “متنفسا اقتصاديا مهما”، خاصة بعد انضمام مصر إليها أخيرا، غير أن هذا سيعود أيضا بالنفع على المملكة المغربية، التي تظهر مؤشراتها الاقتصادية تطورا متسارعا، خاصة في مجال صناعات السيارات.
وجاء في تقرير حديث نشر بصحيفة “THE NATIONAL” الإماراتية للباحث الاقتصادي الأمريكي مايكل تانشوم، أن “روسيا والصين، وهما أهم أعضاء مجموعة ‘بريكس’ الاقتصادية، تعملان بشكل متواصل على زيادة تعاونهما الاقتصادي مع الشمال الإفريقي؛ ومع انضمام مصر إلى التكتل ستحرصان أيضا على مواصلة التعاون من القاهرة إلى الدار البيضاء”.
ويفسر واضع التقرير، المعنون بـ “لماذا تعتبر شمال إفريقيا خيارا طبيعيا لتوسع بريكس؟”، أن “عملية التوسع في هذه المنطقة قد تتم بشكل مستقبلي وغير مباشر، خاصة عبر مصر والمغرب، اللتين تعرفان استثمارات صينية وروسية قوية”.
وبين المصدر ذاته أن “المغرب يضع نفسه ضمن الخيارات الطبيعية والمحتمة على تكتل بريكس من أجل زيادة نفوذه الاقتصادي، بعدما أصبح ذلك قريبا في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأحمر، من خلال انضمام دول بارزة بالمنطقة، على غرار الإمارات العربية المتحدة، والسعودية، ثم مصر”.
وأشار تانشوم إلى أن “المغرب يعتبر من عمالقة إنتاج الفوسفاط في العالم، وهي المادة التي تحتل بها المملكة مراتب قوية في قائمة مورديها إلى دول بريكس، على غرار الهند والبرازيل”.
واستدل التقرير سالف الذكر بـ”ريادة المملكة في تطوير سلاسل القيمة التصنيعية، خاصة في مجال صناعة السيارات، الذي من المرتقب أن تصل فيه الصادرات في السنوات المقبلة إلى مليون سيارة سنويا”.
وتبعا لذلك يؤكد المصدر ذاته أن “دول بريكس أصبحت ملزمة بالانخراط في هاته السلسة، وهو ما ظهر جليا من خلال الاستثمارات الصينية القوية في قطاع صناعة السيارات بالمغرب، التي تهدف بالأساس إلى الاندماج، كما هو الحال مع شركة CITIC Dicastal، التي بنت مصنعا للألومينيوم المصبوبة، سيمكن من تزويد مصنع ‘بيجو’ بستة ملايين قطعة سنويا”.
“تنخرط الصين بقوة في هاته السلسة، إذ كما هو معلوم فإن طرازات السيارات الأكثر مبيعا في أوروبا حاليا مصنوعة في المغرب، وذلك بمكونات صينية هي الأخرى مصنوعة بالمغرب، فضلا عن أن بيكين تسعى إلى الانخراط أيضا في سلسلة صناعات السيارات الكهربائية التي هي الأخرى بدأت تزدهر بالمملكة المغربية”، يورد التقرير.
وبالنسبة لروسيا، يرى المصدر عينه أنها “منافس محتوم للصين اقتصاديا بمنطقة شمال إفريقيا، خاصة بالمملكة المغربية، التي بقيت حذرة في تعاونها الاقتصادي مع موسكو، الذي اقتصر على مجال البيتروكيماويات، وتحلية مياه البحر، والطاقات المتجددة”، وزاد مستدركا: “غير أن إعلان الحكومة الروسية عن سعيها إلى اتفاقيات للتبادل الحر تشمل أيضا المغرب قد يزيد من حجم التنافس الذي سيعود بالنفع على بريكس في توجهها إلى شمال إفريقيا، وكذا طموحها إلى إنشاء عملة موحدة مع دول هاته المنطقة، التي تبقى من أبرز الأسواق”.
وخلص التقرير إلى أن “انضمام مصر يفسر عزم مجموعة بريكس توسيع نفوذها الاقتصادي بمنطقة شمال إفريقيا من القاهرة إلى الدار البيضاء، خاصة مع تزايد التنافس الإقليمي على المنطقة التي تبقى معبرا مهما بين إفريقيا وأروبا وكذا الشرق الأوسط”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق