معرض الشارقه الدولي للكتاب |
المغرب ضيف شرف الشارقة الدولي للكتاب .. حضارة متجذرة في التاريخ
تتميز مشاركة المملكة المغربية في فعاليات «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، بدورته الثالثة والأربعين، بمجموعة من الفعاليات المنتقاة، التي تعكس الثقافة والفكر وألوان الفنون المغربية.
وتأتي المشاركة المغربية، باعتبارها الدولة ضيف شرف فعاليات المعرض، الذي يستمر حتى 17 نوفمبر الحالي، تحت شعار «هكذا نبدأ»، وتقام جميع فعالياته في مركز «إكسبو الشارقة».
ويعد حضور المغرب حدثاً ثقافياً بارزاً، للمكانة المرموقة التي يتمتع بها «المعرض»، الذي يرسخ - في كل دورة جديدة - مكانته الدولية المتقدمة بين معارض الكتاب العالمية.
ويتضمن جناح المملكة المغربية، في «المعرض»، الذي يشهد تفاعلاً كبيراً من الزوار، برنامجاً ثقافياً غنياً وجذاباً، يعكس أبرز ملامح المشهد الثقافي المغربي الحالي، من خلال مشاركة أكثر من 25 ناشراً مغربياً، يعرضون أكثر من 4 آلاف عنوان، إلى جانب عقد ندوات وجلسات حوارية، تشارك فيها نخبة من الفلاسفة والمفكرين والأدباء المغاربة، يستعرضون الموروث الثقافي لمجتمعنا اليوم، ودور الذكاء الاصطناعي في عالم الثقافة والفكر والمعرفة والشعر، فضلاً عن جناح الطفل، وجناح الصناعات التقليدية المغربية، والاستماع لحكايات الموروث والتراث المغربيين.
وتلفت النظر، في الجناح المغربي، المخطوطات التي تملكها جامعة القرويين في فاس، التي تعتبر أول جامعة بالمفهوم الحقيقي على مستوى العالم.
وتنقسم هذه المخطوطات إلى ثلاثة أقسام: الأول: متخصص في صناعة الفلك، وأبرز العلماء المغاربة الذين لهم باع طويل في هذا العلم. والثاني: يتجلى في عرض خريطة العالم الجغرافي الكبير الشريف الإدريسي، التي استغرق إعدادها 15 عاماً، وتشمل: آسيا وأوروبا وأفريقيا، وتمت ترجمتها للغات عالمية عديدة، لما لها من مكانة خاصة على صعيد الجغرافيين العالميين. فيما يضم القسم الثالث: مخطوطة لآخر رحلات الرحالة ابن بطوطة، التي ترجمت، أيضاً، لعدة لغات، وتتضمن موسوعة علمية تشمل عادات وتقاليد الشعوب التي زارها ضمن رحلاته المتعددة، إضافة إلى مخطوطة نادرة للقرآن الكريم، نسخت على الرق من جلد الغزال في القرن الرابع الهجري.
ويمثل «معرض الشارقة الدولي للكتاب» فرصة استثنائية؛ للتعريف بالثقافة والتراث المغربيين، من خلال الرواق المغربي، الذي يضم فعاليات مميزة، ومعروضات أثرية وتاريخية، تعكس غنى التراث المغربي.
كما يعد منصة مهمة للناشرين المغاربة، الذين يعرضون أحدث وأهم الإصدارات التي تُعرّف زوار المعرض من الإمارات والعالم، على نتاجات الثقافة والمعرفة المغربية، وما يقدمه كتّاب وأدباء وفلاسفة المغرب، خاصة أن «معرض الشارقة» يُعد واحداً من أكبر أسواق النشر عالمياً، ما يجعل الحضور المغربي يتجاوز مجرد التمثيل الثقافي إلى كونه خطوة لتعزيز الاستثمار في قطاع النشر والتوزيع وتطوير القطاعات المعرفية والثقافية بين المغرب والشارقة، خاصة في مجالات تبادل حقوق النشر، وحماية الملكية الفكرية.
تعليق