![]() |
| أنترنيت الجيل الخامس |
خدمات "أنترنيت الجيل الخامس" تعد بتقوية اقتصاد المعرفة في المغرب
يراهن المغرب على إطلاق خدمة الجيل الخامس للاتصالات (G5) كخطوة استراتيجية لتسريع وتيرة التنمية الاقتصادية وتعزيز مكانته ضمن الاقتصادات الرقمية الصاعدة.
ويجمع الخبراء الاقتصاديون على أن هذه الطفرة التكنولوجية لن تكون مجرد تحديث للشبكة، بل ستشكل محركا حقيقيا للنمو، وداعما محوريا للتحول الرقمي في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدماتية.
الصناعة الذكية
اعتبر يوسف كراوي الفيلالي، خبير اقتصادي رئيس المركز المغربي للحكامة والتسيير، أن إطلاق خدمة الجيل الخامس في المغرب سيعزز الفعالية الرقمية في وقت يعيش فيه البلد دينامية قوية نحو اقتصاد رقمي متطور
قال الفيلالي “اليوم، نحن أمام مرحلة الصناعة 4.0، وهي صناعة ذكية تعتمد على الروبوتات والذكاء الاصطناعي، وتتطلب بطبيعة الحال جودة عالية في خدمات الإنترنت. ومن هذا المنطلق، فإن الجيل الخامس سيعزز الصناعة الذكية والصناعة المرقمنة، وسيمكن أيضا من تطوير الفلاحة الرقمية التي أصبحت ضرورة، من خلال استخدام تقنيات نظام تحديد المواقع (GPS) والري الإلكتروني، بما يسمح بإدارة عمليات السقي الموجه بشكل دقيق عبر آلات يتم التحكم فيها عن بُعد”.
وأضاف الخبير الاقتصادي أن جميع القطاعات الإنتاجية، سواء الصناعية أو الفلاحية، تتطلب تحوّلا رقميا قويا، ناهيك عن قطاع الخدمات الذي سيستفيد بدوره من جودة عالية في الاتصال بالإنترنت.
وأوضح أن الأثر المتوقع لهذه الخدمة سيكون واضحا خلال السنوات الخمس المقبلة؛ إذ يمكن أن تسهم في رفع معدل النمو بنسبة نقطة مئوية إضافية من الناتج الداخلي الخام، بالنظر إلى الانعكاسات الإيجابية العديدة لإطلاق الجيل الخامس في المغرب.
الاستثمارات الأجنبية
أكد محمد جدري، خبير اقتصادي، أن الجيل الخامس من الاتصالات لن يكون إلا قيمة مضافة حقيقية بالنسبة للاقتصاد الوطني؛ إذ سيساهم في تحقيق نسب النمو التي يتطلع إليها المغرب خلال السنوات القادمة.
وأوضح جدري،أن هناك نقاطا أساسية تُبرز القيمة المضافة لهذه التقنية، ذكر منها “أولا، أن الجيل الخامس سيُحسّن ظروف الابتكار، وسيسرّع من وتيرة تحويل الاقتصاد الوطني إلى اقتصاد رقمي، لأن الولوج إلى خدمات الاتصالات سيصبح أسهل بالنسبة إلى عدد كبير من المقاولات، مما سيساهم في تبسيط المعاملات وتعزيز فعالية التواصل”.
وأضاف أن الجيل الخامس “سيُوفر أيضا اتصالا عالي السرعة يلبي حاجات المستثمرين الذين يعتمدون على الفلاحة الذكية أو الطائرات بدون طيار أو الروبوتات، وهي تقنيات تتطلب اتصالا مستقرا وسريعا. كما أن الابتكار والرقمنة لا يمكن أن يتطورا من دون شبكة إنترنت من الطراز الرفيع، وهو ما سيضمنه الجيل الخامس بكل تأكيد”.
وأشار جدري إلى دور الجيل الخامس في جذب الاستثمارات الأجنبية، قائلا: “لا يمكن للمغرب أن يُعوّل على استقطاب عدد كبير من المستثمرين الدوليين من دون توفير سرعة عالية في الربط بالإنترنت. فهؤلاء المستثمرون يرتبطون بشبكات دولية وشركاء في بلدانهم الأصلية. وبالتالي، فإن توفر بنية رقمية متقدمة سيجعل المملكة وجهة أكثر تنافسية. كما أن الجيل الخامس سيساهم في تحسين بيئة العمل عن بُعد، ما يفتح آفاقا جديدة في سوق الشغل والخدمات الرقمية”.
وأوضح الخبير الاقتصادي نفسه أن من بين المزايا المهمة للجيل الخامس أنه “سيُحسن جودة الحياة لدى المواطنين؛ إذ سيسهل عليهم الولوج إلى الإنترنت بسرعة فائقة، كما سيسرّع أداء الشبكة العنكبوتية ويمكنّهم من استعمال مجموعة من التطبيقات والأجهزة الذكية مثل الهواتف والحواسيب والآليات المرتبطة بالإنترنت بسهولة كبيرة”.
وأضاف جدري أن “هذه الخطوة تمثل أمرا أساسيا لا يمكن للمغرب أن يواصل مسار التحول الرقمي من دونه، لأنها ستحسن جودة حياة المواطنين، وترفع من مستوى الخدمات، كما ستُطور البيئة الرقمية الخاصة بالمستثمرين وتعزز الابتكار داخل المملكة”.
وختم تصريحه بالتأكيد على أن الجيل الخامس “سيساهم أيضا في تحسين تنافسية المقاولات المغربية، لأن العديد من الشركات التي ستستفيد من هذه التقنية ستصبح قادرة على التعامل بسرعة وكفاءة أكبر مع شركائها ومورديها في مختلف الأسواق العالمية، وكذلك مع زبائنها داخل المملكة”

2 تعليقات
خطوة رائعة نحو المستقبل الرقمي إطلاق خدمات الجيل الخامس يعزز مكانة المغرب كمركز إقليمي للابتكار والتكنولوجيا، ويدعم نمو اقتصاد المعرفة بشكل كبير
ردمبادرة تستحق الإشادة الجيل الخامس سيفتح آفاقًا جديدة للتحول الرقمي وريادة الأعمال، ويساهم في تطوير البنية التحتية الذكية وبناء اقتصاد أكثر تنافسية للمغرب.
رد